اشتهر الرئيس الراحل محمد أنور السادات بحبه لأولياء الله الصالحين، أحياء ومنتقلين، وحرصه على زيارتهم، والتماس البركة منهم، والاستماع لنصائحهم، لا سيما قبل اتخاذ القرارات المهمة، وكانت له علاقة خاصة بسيدي أحمد البدوي - بحكم الجوار - فالرئيس من ميت أبو الكوم، إحدى قرى مركز تلا، بمحافظة المنوفية، وهي تبعد قليلا عن مدينة طنطا، وكان كثيرا ما يصلي الفجر في السيد البدوي، ويستمع إلى ابتهالات الشيخ سيد النقشبندي!
وكان يلبس عباءة السيد البدوي وعمامته، ويمسك سبحته الألفية تبركا بها، وقد لبستهما، وأمسكت بالمسبحة، غير مرة، تبركا بآثار الصالحين، والحمد لله رب العالمين!
ووطد من علاقة السادات بالسيد البدوي حبه لشيخنا الخطيب، وحرصه الدائم على زيارته واستشارته في طنطا، حتى كان يأتيه وحده - وهو رئيس الدولة - بلا حراسة، وأحيانا مع الحراسة، وكان السادات يضع صورته مع الشيخ الخطيب في غرفته من شدة محبته له، حسبما ذكر الدكتور محمود جامع، الطبيب الشخصي للسادات، في كتابه(عرفت السادات)!
و في مقام سيدي أحمد البدوي، الرئيس السادات بصحبة سيدنا الشيخ الإمام محمد خليل الخطيب، وهو يدعو له أمام المقام الأحمدي، ويبشره بالنصر، وبأنه رأى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعبر القنال مع الجيش المصري، وهي رؤيا رآها كثير من أولياء مصر المحروسة!
- الرئيس السادات..وسلوكه الطريقة الشاذلية، من طريق أبي المعارف السيد محمد عبد الرحيم، وقصة مسجد أولاد عبد الرحيم!
رأيت نفسي مشدودا بالأمس إلى زيارة سيدي محمد عبد الرحيم النشابي أبي المعارف، دفين سيجر، إحدى ضواحي مدينة طنطا، وهو أحد أكابر العلماء الأولياء على التحقيق في المدرسة الشاذلية - والعلم وحده ولاية ظاهرة، فكيف إذا انضمت إليه الولاية الباطنة - وهو تلميذ سيدي أبي المحاسن القاوقجي، المتتلمذ على سيدي محمد البهي، وخليفته من بعده، والمتيم بالحضرة الأحمدية، الغارق فيها بالكلية، وهو شيخ الشيخ علي داوود، الذي أخذ عنه سيدنا الشيخ الخطيب طريق الشاذلية!
فذهبت مع رفقائي لزيارته، فوجدته فحلا، حسا ومعنى، وشعرت بروحه القوية ترفرف على الجالسين من حوله، وأخذت أتأمل في صورته البهية، وفي قصيدته الشجية، التي يمدح بها إمام الطريقة سيدي أبا الحسن الشاذلي، حتى كدت أذوب من حلاوة معانيها، وجمال مبانيها!
ثم كان من فضل الله علينا أن التقينا بخليفته، فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن خضير، أستاذ الأدب والنقد بالجامعة الأزهرية، والعميد الأسبق لكلية اللغة العربية بالمنوفية، وهو رجل جم التواضع، عظيم الأدب، مستور الحال، قد تأثر بأخلاق أهل الله تأثرا شديدا، لا تكاد تعرف أنه أستاذ في الجامعة إلا إذا كنت تعرفه معرفة شخصية - كما يبدو من صورته المرفقة - يأتي كل عام في مولد السيد محمد عبد الرحيم إلى طنطا قادما من المنوفية، فيستأجر مكانا بجوار مسجد السيد أبي المعارف، فيعقد فيه مجالس الذكر والعلم والمديح وإطعام الطعام، وقد أتحفنا بكثير من حكايات السيد أبي المعارف ومآثره، التي انتشى به الفؤاد، وقد كان والده أحد تلامذة السيد أبي المعارف، وله معه قصص وحكايات!
كما التقينا بعده بأولاد نوارة، وهم أيضا من خلفاء السيد أبي المعارف، من قرية شبشير الحصة، إحدى قرى مركز طنطا، وفيهم نور وخير ومدد وبركة، وقد زارهم الأخ الدكتور أسامة السيد الشهير بالأزهري، للاستفادة بهم في ترجمة السيد محمد عبد الرحيم؛ ليضعه ضمن موسوعته: (جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر)!
وكان مما حدثني به القوم أن مسجد أولاد عبد الرحيم الواقع في شارع درب الإبشيهي في مدينة طنطا، خلف الجامع الأحمدي؛ هو في الأصل بيت السيد محمد عبد الرحيم، وأنه وهبه لأولاد نوارة، فوضع يده عليه أحد أقرباء الرئيس السادات، فشكوه إلى السيد أحمد القصبي، محافظ الغربية آنذاك، فنصحهم بأن يرفعوا الأمر إلى الرئيس السادات، فذهبوا إليه في يوم كان موجودا فيه في بلدته ميت أبو الكوم، بمحافظة المنوفية، فحكوا له القصة، فأخبرهم أنه قد أخذ العهد الشاذلي على الشيخ علي داوود، أحد خلفاء سيدي محمد عبد الرحيم، وأمر بتمكينهم من المكان، وعدم التعرض لهم، حتى ولو كان المتعرض من أقرباء الرئيس!
فوضعوا أيديهم عليه، وبنوا فيه مسجدا، وسمي بمسجد أولاد عبد الرحيم، ثم ضم إلى الأوقاف، وهو الآن يتبع إدارة أوقاف أول طنطا!
اللهم إن أحيا غيرنا ذكر الفاسدين؛ فأحي بنا ذكر الصالحين!
فضيلة الشيخ الدكتور محمد ابراهيم العشماوي
استاذ علم الحديث جامعة الأزهر
وكان يلبس عباءة السيد البدوي وعمامته، ويمسك سبحته الألفية تبركا بها، وقد لبستهما، وأمسكت بالمسبحة، غير مرة، تبركا بآثار الصالحين، والحمد لله رب العالمين!
ووطد من علاقة السادات بالسيد البدوي حبه لشيخنا الخطيب، وحرصه الدائم على زيارته واستشارته في طنطا، حتى كان يأتيه وحده - وهو رئيس الدولة - بلا حراسة، وأحيانا مع الحراسة، وكان السادات يضع صورته مع الشيخ الخطيب في غرفته من شدة محبته له، حسبما ذكر الدكتور محمود جامع، الطبيب الشخصي للسادات، في كتابه(عرفت السادات)!
و في مقام سيدي أحمد البدوي، الرئيس السادات بصحبة سيدنا الشيخ الإمام محمد خليل الخطيب، وهو يدعو له أمام المقام الأحمدي، ويبشره بالنصر، وبأنه رأى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعبر القنال مع الجيش المصري، وهي رؤيا رآها كثير من أولياء مصر المحروسة!
- الرئيس السادات..وسلوكه الطريقة الشاذلية، من طريق أبي المعارف السيد محمد عبد الرحيم، وقصة مسجد أولاد عبد الرحيم!
رأيت نفسي مشدودا بالأمس إلى زيارة سيدي محمد عبد الرحيم النشابي أبي المعارف، دفين سيجر، إحدى ضواحي مدينة طنطا، وهو أحد أكابر العلماء الأولياء على التحقيق في المدرسة الشاذلية - والعلم وحده ولاية ظاهرة، فكيف إذا انضمت إليه الولاية الباطنة - وهو تلميذ سيدي أبي المحاسن القاوقجي، المتتلمذ على سيدي محمد البهي، وخليفته من بعده، والمتيم بالحضرة الأحمدية، الغارق فيها بالكلية، وهو شيخ الشيخ علي داوود، الذي أخذ عنه سيدنا الشيخ الخطيب طريق الشاذلية!
فذهبت مع رفقائي لزيارته، فوجدته فحلا، حسا ومعنى، وشعرت بروحه القوية ترفرف على الجالسين من حوله، وأخذت أتأمل في صورته البهية، وفي قصيدته الشجية، التي يمدح بها إمام الطريقة سيدي أبا الحسن الشاذلي، حتى كدت أذوب من حلاوة معانيها، وجمال مبانيها!
ثم كان من فضل الله علينا أن التقينا بخليفته، فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن خضير، أستاذ الأدب والنقد بالجامعة الأزهرية، والعميد الأسبق لكلية اللغة العربية بالمنوفية، وهو رجل جم التواضع، عظيم الأدب، مستور الحال، قد تأثر بأخلاق أهل الله تأثرا شديدا، لا تكاد تعرف أنه أستاذ في الجامعة إلا إذا كنت تعرفه معرفة شخصية - كما يبدو من صورته المرفقة - يأتي كل عام في مولد السيد محمد عبد الرحيم إلى طنطا قادما من المنوفية، فيستأجر مكانا بجوار مسجد السيد أبي المعارف، فيعقد فيه مجالس الذكر والعلم والمديح وإطعام الطعام، وقد أتحفنا بكثير من حكايات السيد أبي المعارف ومآثره، التي انتشى به الفؤاد، وقد كان والده أحد تلامذة السيد أبي المعارف، وله معه قصص وحكايات!
كما التقينا بعده بأولاد نوارة، وهم أيضا من خلفاء السيد أبي المعارف، من قرية شبشير الحصة، إحدى قرى مركز طنطا، وفيهم نور وخير ومدد وبركة، وقد زارهم الأخ الدكتور أسامة السيد الشهير بالأزهري، للاستفادة بهم في ترجمة السيد محمد عبد الرحيم؛ ليضعه ضمن موسوعته: (جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر)!
وكان مما حدثني به القوم أن مسجد أولاد عبد الرحيم الواقع في شارع درب الإبشيهي في مدينة طنطا، خلف الجامع الأحمدي؛ هو في الأصل بيت السيد محمد عبد الرحيم، وأنه وهبه لأولاد نوارة، فوضع يده عليه أحد أقرباء الرئيس السادات، فشكوه إلى السيد أحمد القصبي، محافظ الغربية آنذاك، فنصحهم بأن يرفعوا الأمر إلى الرئيس السادات، فذهبوا إليه في يوم كان موجودا فيه في بلدته ميت أبو الكوم، بمحافظة المنوفية، فحكوا له القصة، فأخبرهم أنه قد أخذ العهد الشاذلي على الشيخ علي داوود، أحد خلفاء سيدي محمد عبد الرحيم، وأمر بتمكينهم من المكان، وعدم التعرض لهم، حتى ولو كان المتعرض من أقرباء الرئيس!
فوضعوا أيديهم عليه، وبنوا فيه مسجدا، وسمي بمسجد أولاد عبد الرحيم، ثم ضم إلى الأوقاف، وهو الآن يتبع إدارة أوقاف أول طنطا!
اللهم إن أحيا غيرنا ذكر الفاسدين؛ فأحي بنا ذكر الصالحين!
فضيلة الشيخ الدكتور محمد ابراهيم العشماوي
استاذ علم الحديث جامعة الأزهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق