ومن قصص الصالحين التي قد يتعجب منها بعضهم، وقد ينكرها آخرون أن الشيخ علي الخواص وكان من الصالحين، وكان من أهل القرآن يحفظ القرآن، وكان في غاية التواضع والرفق بالحيوان فكان يغسل مساقي الكلاب وراء مسجد سيدنا الحسين عند بيت القاضي بالليل حتى يشرب الكلب الضال منها في الصباح، وكان بالليل يذهب إلى مراحيض المساجد لينظفها تواضعاً لله وعملاً بأن النبي ﷺ كان يحب النظافة وهو الذي يقول فيما أخرجه الترمذي: «إن الله نظيف يحب النظافة» إلى هذا الحد أن يصف ربنا جل جلاله بالنظافة، وأنه يحب النظافة، كان الشيخ علي الخواص صادقاً مع ربه، صادقاً مع نفسه، متوكلاً، يرضى ويُسلِّم، ووثوقه بالله شديد وليس وثوقاً عابراً، كان الشيخ علي الخواص -رضي الله تعالى عنه- جاءه وهو يصنع الخوص ويصنع الحصر التي تُفرش بها المساجد شخص يجري وآخرون يتتبعونه حتى يؤذوه فقال له: يا سيدنا هل يوجد عندك مكان اختبئ فيه ؟ قال له: التف بهذه الحصيرة . فلف نفسه في الحصيرة حتى يختفي من هؤلاء المعتدين؛ فجاءوا فقالوا له: هل مر عليك شخص صفته كذا وكذا ؟ قال: نعم، مر عليَّ؛ قالوا: أين هو؟ قال: هو مختبئ في الحصيرة، فلم يصدقوه واعتقدوا انه يمزح معهم، فخرج الرجل وقال له: دلتهم عليَّ، قال له: والله يا ابني لو لم أقل ذلك لفتشوا الدكان وصدقي نجاك . من شدة الثقة بالله سبحانه وتعالى، بعض الناس لا يستوعب مثل هذا، ولكن هكذا كانوا، وبهذا وصلوا إلى القرب من الله سبحانه وتعالى ، فقضية الصدق قضية أساسية لابد علينا أن نؤمن بها وأنها من أركان الأخلاق.
أ.د. #علي_جمعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق