الأسباب التي أدت إلى احتضار التعليم
كتاب إحياء التعليم
احمد مراد الغزالي (فبراير 2006)
1- وحدة المنهج مع اختلاف الفروق الفردية :
هل يعقل أن طالب ذو نسبة تحصيل وذكاء 95% وأخر ذو نسبة تحصيل وذكاء 50% وثالث ذو نسبة تحصيل وذكاء 40% يدرسون نفس المنهج , نفس الفصل , نفس الشرح , نفس التقويم .
كيف ؟ ! !
2- التقويم النهائي :
التقويم النهائي من خلال الشهادات العامة أضر بالعملية التعليمية وساهم في ضراوة اشتعال الدروس الخصوصية وكان خير راع لنظام الحفظ والتلقين في المدارس من المهد إلى اللحد .
ولا سبيل لحل ذلك إلى بالتقويم التراكمي المستمر والمتصل .
التقويم التراكمي ...... سنة الله في خلقه .
3- النظرة القاصرة المحدودة لفئة المعلمين :
علي أن فئة المعلمين تابعة لوزارة خدمية غير ربحية فهم أقل دخول
الدولة فلا يستحقون مميزات موظفي البترول ,أو العدل , أو الكهرباء , أو الاتصالات , أو البنوك , أو .....
وفى الحقيقة إن فئة المعلمين هم أكثر أبناء الوطن إنتاجا للعلماء والأدباء والمفكرين وإنتاجا أيضا لهذه الكوادر الخاصة السابق ذكرها .
فبنهضة المعلم ينهض الجميع وبسوء المعلم يسوء الجميع .
4- الدروس الخصوصية :
مأساة يعانى منها الغنى والفقير في هذه الدولة جعلت أولياء الأمور في جهاد مستمر متواصل من أجل توفير أجور المدرسين لتعليم أبنائهم .
وسئمت الأذان من سماع التصريحات الخلابة أن التعليم مجاني وحق لكل مواطن كالماء والهواء .
أين مجانية التعليم ؟ !
أين مجانية التعليم في ظل هذه النيران التي أتت على الأخضر واليابس ؟ !
5- انحراف المعلم عن رسالته :
انحرف المعلم عن رسالته في التربية , في التعليم , في التقويم , في نشر الفضيلة والأخلاق , في إرساء المبادئ والقيم , في تدعيم الفكر البناء ورعاية الموهبة والإبداع .
انحرف المعلم عن رسالته في أن يكون قدوة ومثل يحتذي به .
وأخذ المعلم يلهث وراء تلاميذه من أجل المادة .
6- احتضار التعليم الابتدائي :
مأساة نجنى ثمارها حتى الآن يفرز أجيالا لا تدرى شيئا" عن القراءة والكتابة . فما بالنا بالتكدس الرهيب في مناهج التعليم الابتدائي .
الهدف الأول للتعليم الابتدائي هو إجادة الطالب للقراءة والكتابة ومبادئ الحساب إجادة تامة .
فهي مرحلة إعدادية للطالب وليست تخصصية فهل هو متحقق ؟ !
7- نظام نجح .. نجح ...... ارفع .. ارفع :
والذي أشاع وساهم في هذه المأساة النقاط التالية :
أ- ضعاف النفوس من مدرسي الدروس الخصوصية
ب - غياب المبادئ من بعض الإداريين غير الصالحين للقيام بأعمال الامتحانات .
ج- غياب الأمن في الشهادات العامة مما يجبر الملاحظين بترك اللجان للغش الجماعي خوفا" من الاهالى خاصة في الريف والمناطق الشعبية الصعبة .
د- ربط نسبة النجاح بالجزاءات مما يبرر للمديرين والمدرسين الحجة في الغش والغش الجماعي خوفا" من التحويل للتحقيق .
كل ذلك ساهم في تدنى وانحطاط مستوى التعليم وغياب الغاية والهدف لدى الطلبة وغياب روح المنافسة .
فالكل ناجح ناجح ناجح فلا داعي للمذاكرة .
8- الحشو الزائد :
والمط والإفراط في عرض المنهج وتكدسه دون غاية من ذلك وازدحام المناهج بموضوعات تنتهي بنهاية العام الدراسي .
مما جعل الطالب يدرس الكثير ولا يدرك هذا الكثير .
9- غياب الغاية من المنهج في كل سنة وفى كل مرحلة :
ماذا أريد من الطالب أن يعرف ؟
وهل يستفيد الطالب من هذه المعرفة بعد ذلك ؟
أم هي معرفة وقتية لا قيمة لها ؟ ! هذا مهم جدا" .
المعرفة وقتية أم مستمرة يستفيد بها الطالب فيما بعد ؟
فكفانا مضيعة للوقت والجهد والفكر والمال .
وهل هذه المعرفة مواكبة للحداثة والتقدم أم هي معرفة عفا عليها الزمن ؟
10- المغالاة في طباعة الكتب :
لمصلحة من طباعة هذا الكم الهائل من الكتب !
الكتاب المدرسي له أهميته في المرحلة الابتدائية .
في حين نجد وفاة الكتاب المدرسي في المرحلتين الإعدادية والثانوية لاعتماد الطالب على مذكرات الدروس الخصوصية الموجزة البسيطة .
11- عدم جدوى المجالات :
الطالب في مرحلة غير تخصصية فما المنفعة من دراسة هذه المجالات .
هل يستفيد منها الطالب ؟
وهل يعطيها الطالب أهمية ؟
أم هي خير وبال على الجدول الدراسي من حيث الازدحام وعدم جدواها .
: 12- المدارس التجارية:
مأساة أتت بالتعليم جاثيا" على عقبى فهي بمثابة مسرحية عديمة الغاية والهدف من وجودها .
معظم طلابها لا يجيدون القراءة والكتابة ومبادئ الحساب , فهي لا تتعدى كونها بيئة خصبة وأرض صالحة لرعاية ومساعدة الطلبة على الانحراف .
فضلا عن تفشى وباء الدروس الخصوصية بين طلابها خاصة طالباتها دون أي استفادة وأمل مأمول, اعتقادا" خاطئا" واهما" منهم بأنها السبيل إلى النجاح .
في حين أنهم ينجحون آليا طبقا" لنظام نجح .. نجح
13- الإدارة على المدرسين وليس الطلبة :
لا يتعدى دورها الآن سوى دفتر الحضور والانصراف ومتابعة المراسلات والرد عليها خاصة في الأرياف ..
14- الجهل الثقافي والمحسوبية :
النظام التعليمي الحالي بكل سلبياته يقوى ضراوة التكالب على ما يسمى بكليات القمة وكليات القاع مما زاد من استفحال وحش الدروس الخصوصية .
كذلك المحسوبية وغياب الكفاءة كشرط لفرص العمل بالنسبة للكليات النظرية أودى بالحياة الجامعية مما أضعف روح التنافس والرغبة في التفوق فالكل يشرب من نفس الكأس ما عدي ذوي المحسوبية .
15- تعدد النظم التعليمية :
حكومي : ويلتحق به غالبية الطلبة ( تعليم الفقراء ) أسوأ أنواع التعليم .
قومي : وهو مجموعة مدارس محدودة على مستوى الجمهورية .
تجريبي : وهو مدارس لغات حكومية على درجه عالية من النظام الادارى فقط .
أزهري : المعاهد الأزهرية.
خاص : عربي ولغات :
دولي : المدارس الدولية ( انجليزية ,أمريكية , فرنسية , ألمانية ,...... .
وكذلك الجامعات .
كل ذلك كان له أكبر الأثر في غياب الهوية المصرية والثقافة المصرية الإسلامية الوسطية .
بمعنى أخر استعمار من خلال التعليم !!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق