ملتفت لا يصل
دعوة لوصول مصر غايتها
ملتفت لا يصل :
عبارة تفرد لها الكتب لشرحها في كل ما يتعلق بنهضة المصري وتقدمه
ورفعته فى نواحي الحياة المختلفة فالمصري نواة المجتمع نواة مصرنا المأمولة
وباستقامة المصري تستقيم مصرنا الغالية .
هذا يتحقق بنبذ الأهواء الدنيئة ومقت الحزبية البغيضة ونصرة الوحدة
المصرية , فتبا" لأعداء مصر فى الداخل والخارج الذين سعوا لاضعاف مصر
واسقاطها فى غيابات الفتنة بتقسيم المصريين الى شيع وفرق وجماعات ما أنزل الله بها
من سلطان لم يعرفها الصحابة من قبل
(( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ))
(( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ
رَمَى ))
فلابد من وقوف المصريين جميعا على بداية الخط المستقيم
وتحديد الغاية التي ننشدها جميعا وهى تقدم مصر وازدهارها ورفع مستوى
دخل الفرد فيها وهذا لا يتحقق إلا من خلال التعليم فبصلاح التعليم يصلح الجميع
وبسوء التعليم يسوء الجميع .
أي انحراف مهما صغرت قيمته لا يمكننا على الإطلاق من بلوغ الغاية بل
قد يؤدى إلى هلاك الجميع هكذا عرفناه رياضيا .
رياضيا :
( ملتفت لا يصل) تعنى أن اقل انحراف عن الاستقامة لا تحقق بلوغ
الهدف
(( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ))
إعجاز قرآني بديع فالمستقيم رياضيا يحدد بنقطتين ويمتد بلا
نهاية من طرفيه .
فنجد أن صراط الله المستقيم يحدد بغاية الوصول وهو الله والبداية وهو
الإنسان وهى علاقة مستقيمة ( لا ميل فيها ولا انحراف) بين العبد وربه ممتدة بلا
نهاية فلا حد لها
عن أبى عمرو سفيان بن عبد الله
الثقفى رضي الله عنه قال:
قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل
عنه أحداً بعدك:
قال صلى الله عليه وسلم:
قل " آمنت بالله ثم استقم" . رواه
مسلم
وما نتائج هذه الاستقامة ؟
بلوغ الغايات في الدنيا من تقدم ورقى وازدهار لجميع المصريين عملا
وفعلا قبل قولا.
فالساحة أصبحت مرتعا للكلام خيره وشره , حلوه ومره بغية الدنيا
والشهرة والمنصب تارة وبغية الفرقة والفوضى تارة أخرى ولا أحد يكترث لما يحيط بنا
من مخاطر خارجية ومكائد داخلية .
العمل الجاد هو السبيل المنشود:
العمل الجاد هو السبيل المنشود:
نحن في أمس الحاجة إلى العمل العمل العمل من اجل البناء والنمو
والتقدم الحقيقي الواقعي تعليميا وزراعيا وصناعيا مدعوما بإصلاح ادارى فعلى
ينهض بجميع أجهزة الدولة المختلفة بعيدا عن الإرث الروتينى الكابح لأى تطور
, الذى لا يغن ولا يثمن , لايجدى ولا ينفع .
فقد سئمنا ثلاثة عقود من كلام معسول ظاهره الرحمة وباطنة
العذاب كالسم فى العسل لا يشفى بل يقود
تدريجيا إلى الاحتضار.
طموح استقامة الفرد عمليا ودينيا :
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:
أن الله تعالى قال )) : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب و ما تقرب إلي عبدي بشئ
أحب إلي مما افترضت عليه و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته
كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي
بها و لئن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لاعيذنه ))
رواه البخاري و ابن حبان و أبو داوود .
هؤلاء الأولياء لم يصلوا إلى غايتهم إلى بالعمل الجاد النافع والجهاد
المستمر في كل نواحي الحياة لرفعة الفرد ولرفعة مجتمعهم رضاء لله وبغية
الوصول إلى الله اقتفاء لأثر قائدهم الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
الأزمة المصرية هي أزمة أخلاقية:
صدق الأمام محمد عبده حين قال عقب زيارته للدول الغربية وجدت إسلام
بلا مسلمين
أما في بلاد الإسلام فوجدت مسلمين بلا إسلام
أما في بلاد الإسلام فوجدت مسلمين بلا إسلام
فالأزمة المصرية هي أزمة أخلاقية , فأين خلق إتقان العمل ؟
بل أين نحن من أخلاق المعاملات عامة من الصدق والأمانة والإخلاص
والوفاء بالعهد وعدم الغش والقناعة والصبر والرضا والتعاون ......
فدعوة إلى نظام تعليمي يؤسس أجيالا مصرية وطنية خالصة تمقت الحزبية البغيضة وتنبذ أنانية الذات وإتباع الهوى ,وترسخ مفهوم
الانتماء وتعلى من حب الوطن , وتؤمن بالعمل والبناء والاعمار من أجل رفعة مصر
والمصريين .